دبلوماسيتنا "إكسير انفتاح و أقطاب جذب"

المهندس: خالد ولد أخطور

بذل رئيس الجمهورية منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد جهودا مضنية في سبيل النهوض بالدولة و المجتمع نحو الأفضل، و تعددت المجالات و الملفات التي نفض الغبار عنها منذ العام 2009 و تشعبت مواضيعها، إلا أن الرئيس جد و اجتهد كثيرا من أجل تحقيق الأهداف التي رسمها مبكرا لحكمه، مجندا الكفاءات الوطنية المشهود لها بالنزاهة و البذل و مقارعة الفساد و أنظمته، مسلحا بالقناعة الراسخة بضرورة طرق الأبواب كافة دون تردد و بإقبال من لا يدبر.

      و كان الرفع من مكانة موريتانيا في الهيئات و المحافل الدولية محط تفكيره و مضمار تدبيره، و عجم لذلك عيدانه و أستقر اختياره على ألينها، فتوالت النتائج المبهرة:

      من اسم أعجمي لا يقدر أكبر المثقفين العرب على نطقه بشكل سليم تحولت موريتانيا إلى منتدى لقادة الأمة و محط أنظار العالم الذي يترقب بيانا ختاميا لمجلس الحل و العقد العربي سيصدر في نواكشوط إنشاء الله.

      من دولة يتجمهر الناس فيها أمام الشاشات عندما يأتي المذيع على ذكر موريتانيا بشكل عابر متلعثما إلى رئيس للاتحاد الإفريقي، تلك الرئاسة التي كانت ناجحة إلى أبعد الحدود و تمكن خلالها رئيس الجمهورية من حل أزمات و صراعات غاية في التعقيد، و ولج مواطن النزاع المسلح بكل عزم وشجاعة غير آبه بالمخاطر التي كانت تحفه في كل مرة.

      من بلاد كثيرا ما حزم شبابها و أطرها الأمتعة و شدوا الرحال قاصدين سفارات أجنبية في دول مجاورة لانعدام تمثيلها الدبلوماسي في موريتانيا، إلى عاصمة تتسابق البلدان لامتلاك قطع أرض فيها لتشييد سفارات لها لا يخامر الناظر إليها أدنى شك في عمق و إستراتيجية دوافع بنائها. 

      من بلد كان لا يعتمد في الخبرة إلا على الأجنبي، إلى وطن يرأس أبناؤه بعثات أممية ولجان مختصة، و يشغل مواطنوه مناصب سامية في هيئات إقليمية و دولية.

      من نائية لا يزورها إلا من كان مبعوثا إلى فضاء يستقطب كل الشعوب من خلال سياسة الانفتاح و سن القوانين التي أقل ما يقال عنها "إكسير و أقطاب جذب".

      من أرض يتجاسر فيها بعض المثقفين! على وصمها شطحا ببلاد "السيبة" إلى دولة قوية آمنة الحوزة، شعبها سليم المعتقد. من دفاعات حفنات الرمل، إلى جيش يبسط سيطرته، و يمد أذرع المساندة للأشقاء متى ما اقتضت الحاجة، أرض كانت إلى وقت قريب هدفا سهلا للمتطرفين القتالين و مرتعا لصعاليك الصحراء الكبرى و معبرا سالكا لشبكات التهريب، جيش تسانده جحافل الطرح الفكري السليم و إحياء الفهم الصحيح لرسالة الإسلام.