الرئيس المهندس ....

في ظرف بالغ الدقة من تاريخ حزب الاتحاد من أجل الجمهورية تم اختيار المهندس والسفير سيدي محمد ولد الطالب أعمر رئيسا للحزب، اختيار طرح عشرات علامات الاستفهام حول الرجل دون بقية الأسماء التي تم تداولها آنذاك.

وبما أن الحزب شهد في نفس الفترة نزاعات قد لايخلو أحد طرفيها من معاقرة المراهقات بعد انطلاق أحصنة المضمار؛ فقد كانت لتلك الاستفهامات وجاهتها من وجهة نظر المراقبين.

لكن الفترة التي أعقبت انقشاع سحابة الصيف، وبعد أن استوت سفينة الحزب في عهده الجديد على جُودِي الإستقرار؛ حملت معها لكل علامة استفهام جوابا شافيا، مما وضح بجلاء لم تم اختيار مهندس المياه، لإعادة مياه الحزب ألى مجاريها الطبيعية، ولم تم انتخاب الدبلوماسي لإحداث القطيعة مع عهد القطيعة !

السيرة الذاتية لولد الطالب أعمر مبرزة فشهاداته تحوي أختام أعرق الجامعات الشرقية، وتحمل سيرته العملية قيادة ثلاث فرق ديبلوماسية في دول عظمى، كانت أولى الإجابات التي روت عطش الفضوليين، أما مكانته الاجتماعية ووزنه السياسي في منطقته فقد حمل الإجابة الثانية.

استطاع المهندس إعادة تصنيع محرك الحزب وتغيير عقيدته السياسية واضعا الانفتاح مكان التّزمت، والتهدئة مكان التأزيم، والإجماع محل الإنفراد، والقاموس الأخلاقي محل المعجم البذيئ؛ ليجيب بذلك عن جملة من الاستفهات التي طرحت إبان اختياره.

جمع الدبلوماسي كافة ألوان الطيف السياسي على مائدة واحدة، بعد عقد من القطيعة والتراشق، وبدأ التحضير لتشاور وطني أجمع الكل على المشاركة فيه دون قيد أو شرط، مجيبا بذلك عن سؤال حول ماهية اختياره لأكبر حزب في البلاد.

واكب المهندس تنفيذ برنامج تعهداتي، بالتحسيس والتثمين والتسويق، فحشد وناضل وأفهم وأوضح، واستهجن وصالح، وأمسك العصا من الوسط، ونزع الفتيل، كل ذلك بمسطرة وبيكار المهندس؛ وبمعادلة محسوبة استنطقت الأرقام وأيقنت النتيجة، مجيبا بذلك على نفس الاستفهامات المذكورة.

حظي ولد الطالب أعمر بثقة تامة من رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني أعلّت ظمأ الفضوليين لمعرفة من يكون المهندس السفير، ولم تم اختياره في تلك الفترة الدقيقة بالخصوص !

لن نقول بأن ولد الطالب أعمر "سوبرمان" فالسوبرمان مجرد أسطورة خيالية، ونحن هنا بصدد الحديث عن الحقيقة لا الخيال، لكن معرفتنا بالرجل عن قرب بينت لنا لم تم اختيار المهندس، ولم في هذه الفترة بالذات، ولا ينبئك مثل خبير.!

الإعلامي/ أحمد ولد الدوه