أحمد قذاف الدم يكتب عن ذكرى رحيل أبيه

في ذكرى استشهاد القائد

( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ )

يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي . (صدق اللَّهُ العظيم)

ما قتلوه
ولكن شٌبه لهم .

ترددت كثيرا قبل أن أكتب هذا الرثاء .

لأننا لا نقبل العزاء !! كعادات أهل البادية ( العرب )

وكيف أكتب رثاء يليق ، وبأي لغة ، فهذا الرجل هو رئيس القمة الأفريقية الأوروبية أم أرثيه للعرب الذين هالهم صوته في كل قمة ، فقرروا أن يهيلوا التراب على ( الثريا ) ويحرقون عظام أمه حتى لا تنجب أخر وهي في ( قبرها )

أم أرثيه لعشرات الآلاف من الذين احترقوا في مواقع الدفاع الجوي ، والقواعد الجوية ، والقواعد البحرية ، وفي معسكرات الشعب المسلح ، وفي كل مدن ليبيا وقراها من "ماجر الى اوباري" على إمتداد صحرائها بكبرياء دفاعاً عن هذا التراب المقدس .

بثلاثين ألف غارة جوية ، وواحد وعشرين ألف صاروخ صبت حممها من حاملات الطائرات ، والغواصات ،والبوارج البحرية ، والطائرات المبرمجة بدون طيار ، وسبعة عشر قمر صناعى عسكري ، وطائرات الأوكس في أكبر حملة عسكرية بعد الحرب العالمية الثانية .

كان أخرها هذا الصاروخ الذي أستهدف سيارته التي أنقلبت ، وأعقبتها صواريخ الغاز غاب بعدها عن الوعي ليلتقطه جنود الكوماندوز التابعين لحلف الناتو ليسلموه للكومبارس الذين أصابتهم هيستريا ضاعفت تأثير الترامادول ، وشاهدناهم ينهشون لحمه حياً وميتاً .

ولذلك أقول شٌبه لهم كما شبه للذين ساقوا ( المسيح ) عليه السلام يرجمونه ، ويٌجرجرونه في ( شوارع القدس ) ، وينعتونه بأقذر الأوصاف ، ودمائه تسيل إننى هنا أستخدم هذا التشبيه لتبرئة هؤلاء مما شاهدتموه !!! .

فالذي طارد هذا القائد الثائر هم أعدائه الذي صارعهم على مدى 42 عاماً في كل مكان إلى أن وصل إلى منبر الأمم المتحدة ، وألقى فيها خطبة (الوداع ) فما شاهدناه لم يكن سواء تكملة لمشهد صلبه بين ( عيدين ) ليكون عبرة للأسف هم لا يعتبرون ،،، فقد أصبح الدين المسيحى بعد ذلك المشهد المروع أكبر الديانات على الأرض .

من يدري قد يكون صلب ( معمر القذافى ) وإخفاء جثمانه ،، ورفاقه ، ( حتي لا يتحول إلى مزار للتبٌرك ) لتنتشر مبادئه التى تتكلم عن عصر ما بعد الجمهورية إلى عصر الجماهير وسلطة الشعب ، والمؤتمرات واللجان الشعبية ، وقيام الولايات المتحدة الأفريقية .

(وإنتصار دولة الحقراء)

ويكتشف الذين شٌبه لهم بأن فعلتهم ما كانت بأيديهم ، وإن لٌطخت بالدماء فهم براء !!!!

وإلى أن يكون هناك من يقبل العزاء ؟؟؟ وإن تعاقبت الأجيال !؟
حما الله أمتنا من هؤلاء ، وهؤلاء .

حتى وإن كَبَّرُوا وَهَلَّلُوا تحت قصف طائرات إيطاليا وأسموها ( أبابيل ) !!!

وحتي أن دَاسُوا رايتك الخضراء (رَايَةُ الْإِسْلَامِ) بأقدامهم ، أو أحرقوها سترتفع لأنها تمثل الحياة.
لذلك فقد شٌبه لهم !!

مزقوا كتابك الأخضر، وقطعوه إرباً لأنه يتكلم عن الشورى من البيت الى البيت ، وعن تحرير حاجات الناس ،، ويحرم الإكتناز أنه روح الإسلام الذي لا ينبش القبور ، و يحتفل في ذكرى فتح ( مكة ) بفتح بيت أبو سفيان ، و بالتسامح والتسامى ، وكان يوم عناق .

لا يوم للاستباحة ، والمجون وترويع ( طرابلس ) ليعيدوا لذاكرتها ذكرى مدافع الأسبان ، والأتراك والطليان بالإضافة هذه المرة إلى طائرات أمريكا ، وفرنسا ، وايطاليا ، وبريطانيا ، لترفرف فوقها راية تربعت بين رايات الدول الإستعمارية بما فيها إيطاليا وقد دنسوها بذلك الفعل .

ستشرق الشمس ، وسترتفع رايتك الخضراء سترفعها الملايين التي هديتها للإسلام من نيامي إلى أنجامينا إلى كانو إلى تمبكتو إلى نوق الشط إلى كامبالا ، وسعيت إليها عبر مجاهل صحراء افريقيا وأدغالها، والى أمريكا ، وأسيا .

ها أنت تسقط على خطى أجدادك ( الحسين ) ،وموسي الكاظم ، وعبدالرحمن الغافق ، وقذاف الدم ، وبن نايل هذا كان ديدنهم ( لا حلف مع الكفار ) .

أخيراً :-

لقد شٌبه لهم بأنك سارق لأموالهم ،

وقد تركت لهم ( 400 مليار من الدولارات ) ،

وقناطير مقنطرة من الذهب ، والفضة في عالم مفلس من أمريكا الى اليونان .

كما شبه لهم بأن ( برنارليفي مسلم ، وأنت يهودي )لأنك لم توالي الغرب،ولم تساوم على حرية أمة

تفتقدك مطلع كل شمس .

الحقيقة الوحيدة التي ليس بها شبهة هي لأنك طردت الطليان ، والأمريكان ،والانجليز ، وسطرت ملحمة ستخلدها الأجيال لقد كنت جبلاً من الكبرياء .

لقد سقيتهم ماءاً زلالاً من النهر الصناعي العظيم سيبقى في عروق هذا الشعب يدافع عنك حيثما كنت وحيثما ذهبوا .

قال تعالى "وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا ۖ فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ " صدق الله العظيم

أحمد قذاف الدم
20/10/2011