وجب قضاء فائتة و لو طال وقتها.. !!

و لأني تعرضت لوعكة صحية ، طيلة أسبوع، مباشرة عند نزول الخبر العظيم ، خبر الانجاز التاريخي الجبار ، الذي سجله الطفل البطل عبد الرحيم الطالب محمد - موريتانيا- فإني أسجل ملاحظات :
أولها أن هذا الطفل قدم جرعة أكسجين معنوية لا يشتريها نفط العرب بكل مخزونه و احتياطه، جرعة ليست مألوفة في عصور الانحطاط مطلقا ، في لحظة انكسار تشهد فيها أمتنا تلوثا فظيعا في أرحامها و فسادا كبيرا في نطفها؛
ثانيا، أن ما يرمز إليه هذا الطفل العظيم هو من ثمرات التربية الدينية و القومية الأصيلة، غير الشعاراتية، المشتركة دائما بين أصلي هذا الطفل، بين دوحتيه ؛
تالثا، أن العرب سينسون هذا الطفل، فكل أمورهم عاطفة لحظية، و تزول ، و أن الإعلام الدولي سيحتفظ بصورة لهذا الطفل في إضبارة يوقظها كلما دعت لذلك مناسبة : تسنم موقع سياسي كبير في بلده، أو تقلد مؤسسة أو مسؤولية من مسؤوليات الأمم المتحدة ... ؛
رابعا، أن الجهة التي لن تنس هذا الطفل مدى الحياة ، حفظه الله منها و من غيرها، هي الكيان الصهيوني ،الذي سيتابع بكل تفصيل و تدقيق مسار حياته السياسي و المهني و الثقافي و النفسي و الاجتماعي ... ذلك أن الطفل عبد الرحيم مرغ أنف هذا الكيان المغتصب المتغطرس في الطمي ، في حقبة يتسابق فيها " قادة دول" و " مثقفون كبار" للمسة من يد صهيوني ،مهما كان عامل نظافة، أو عامل صرف صحي !؛
خامسا، و لأن ما قام به الطفل البطل عبد الرحيم و ما يرمز إليه من معاني العظمة و دلالات النخوة العربية الضاربة ، فإني لا أرى هدية إلى هذا الطفل تناسب رمزية عمله و في موضوع فلسطين إلا بحط صورته بجوار صورة الشهيد البطل الرئيس صدام حسين، طيب الله ثراه و عطر مثواه، و هو يومئذ طفل بريئ تقدح عيناه بالعظمة ... و أين أحط صورة عبد الرحيم الطالب محمد ، أأحطها مع صور رؤساء و أمراء و ملوك يزحفون على بطونهم ذلا للصهاينة ? أأحطها بجانب صور شيوخ تنظيمات جاءوا بالغزو لذبح شعوبهم و تحطيم دولهم ? أأحطها إلى جانب صور " مثقفين، فنانين، حقوقيين " يتهافتون على معبد الأجنبي، و ينشدون الزعامة من دعمه و إسناده ?... أين أحط صورة البطل عبد الرحيم الطالب محمد ، إذن !
محمد الكورى ولد العربى